اتيحت لنا الفرصة للتحدث مع ياسر عن عمله وجمهوره، حاولنا تلخيص حوارنا معه لكم هنا :
نعرفك من خلال الرجل الأصفر، ما مدى تأثير عملك على جمهورك؟
أينما أعمل، بغض النظر عن بشاعة شخصياتي، غالباً ما تكون الأماكن التي لا اعيرها كامل التقدير، هي التي تثبت لي عكس ذلك.
أتتحدذ عن الأزقة والمقاهي؟
في الشارع لا أملك صدى كبير، لأنه ليس من السهل أو البديهي العمل كمجهول ألهوية، لكن في المقاهي، على البوابات أو في الساحات الأمر أسهل.
ذات مرة في مستغانم وسط مقهى يعج بالزبائن، أين اعتقدت أنه أخر مكان يمكن أن يلقى فيه عملي صدى، (لم يعنه أحدا إهتمام من قبل) كانت ردود الأفعال مذهلة.
هل تعد هذا فضول أم إهتمام؟
أعتقد أنه فضول ينتهي إلى إهتمام، فقد تلقيت قراءات عدة حول عملي. كثير من الأشخاص الذين لم اقترب أو اتحدث منهم حتى، أرادوا أن ارسم صورتهم، إلا أني لا أمارس الفن الواقعي.
في الجزائر، يهجر غالب الناس المؤسسات الثقافية لطابعها الرسمي. أين ينظر اليهم كأنهم غير شرعين، فلا يحسون بالراحة داخلها. لاحظت إيضاً أن للجمهور رؤية جانبية للفنانين. غالب الناس يحسون بعقدة النقص أمام الفنان، فيتحول ذلك إلى كره، وهو في الحال ذاته شعور متبادل من الإثنين.
قال لي حسين زورار يوماً جملةً أفادتني كثيراً: “إذا أردت أن تذهب بعيداً بعملك، فاعمل في خفية”.
كيف تكون تدخلاتك وسط المقاهي؟
عبر عامل هام جداً: اللغة المشتركة.
يكفي أن تفتح دفترك حتى تجلب الناس. دفتر، ألوان وكوب قهوة، هذا كل ما في ذلك. اغمس إصبعي في القهوة وأبدأ التلوين بها، تبدو تقنية عنيفة لكن الناس يستوعبون طريقتي أفضل.
أتبني جسرا بين الجمهور واللوحة الفنية؟
نعم. يرسمون معي. فنياً، يهمني ذلك كثيراً إذ اركز جل منهاجي على أقوالهم.
كونك عرضت في الشارع وداخل المؤسسات الثقافية، أين هو حسب رأيك المكان الذي يحظى فيه الفن المعاصر بأكثر تقدير؟
لا يجب إستقصاء أي مكان أو حرمان أي شخص، كل مكان جدير بالإستخدام. واضح أن الفضاءات العامة والشبكات الإجتماعية توفر صدى أكبر. على سبيل المثال، إحدى منشوراتي على الفيسبوك حول البرلمان، بلغت ثلاثين ألف متلقي، هذا أمر مذهل، وهذا عدد يستحيل تحقيقه في أي معرض أو متحف. في الأخير، إيجابيةً أو سلبية كانت ردة الفعل، ليس من المفيد للعمل الفني أن يترك الناس غير مبالين.
