لماذا السعي وراء مشاهدة فيلم لمخرج لم نسمع به من قبل؟ فاروق بلوفة ليس معروفا كثيراً لدى لجمهور وذلك لسبب بسيط، و هو أنه لم ينتج أفلام ذو دعاية كبيرة.
إنه تم تدمير أو فرض رقابة على أعماله إلى حد ما خلال الستينات و السبعينات. ترك لنا كإرث سينمائي لهذه الفترة فيلم “نهلة“، الذي عرض هذا العام في مركز الأبرشية بالجزائر LES GLYCINES في إطار برنامج “الجامعة للجميع“.
من هو فاروق بلوفة؟
فاروق بلوفة هو مخرج جزائري ولد في عام 1947 في وادي الفضة قرب الشلف، درس في المعهد الوطني للسينما في الجزائر بين 68 و 70، و كان طالبا لرولان بارت في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا.
عند عودته للجزائر، عهد إليه إخراج فيلم إبتداءً من محفوظات صور حرب الجزائر، و هو ما سيمثل أول فيلم روائي طويل له بعنوان “متمرد” (1973)، والذي لم يتم قبوله من الجهات التي أنتجته، حتى أنه تمت إعادة تركيبه.
كان مساعد في وقت لاحق ليوسف شاهين في تصوير فيلم عودة الطفل الضال. و خلال هذه الفترة سيذهب إلى لبنان. الآن يعيش فاروق بلوفة في باريس منذ ثلاثين عاما.
نهلة …
نهلة فيلم شارك في كتابته كل من فاروق بلوفة و رشيد بوجدرة، من إنتاج التلفزيون الجزائري، تدور احداثه في لبنان.
الفيلم يروي قصة العربي، صحفي جزائري وجد نفسه وسط الحرب الأهلية اللبنانية بعد المعركة الشهيرة في كفر شوبا في يناير عام 1975. العربي محاط بشخصيات نسائية قوية مثل نهلة، المغنية التي ستفقد صوتها جراء ما يحدث من حولها، شقيقتها الصحفي مها و الناشطة الفلسطينية هند.
تدور وقائع الفيلم حول هذه الأحداث، فيروي لنا الجو والشعور بالضغط الذي كان موجود في ذلك الوقت. سيجعل المخرج الأحداث تقوده بكل عفوية، مما أعطى الفيلم واقعية صارخة، وهي مزيج من الخيال والصور الوثائقية. من ناحية أخرى، نهلة تذكرنا قليلا بفيروز بصوتها الأخاذ الذي يرمز للجمال والأمل في هذا العالم الذي تحوله الفوضى.
لحسن الحظ، هذا الفيلم متاح للمشاهدة على موقع اليوتيوب، ندعوكم لرؤيته.
