بمناسبة شهر التراث، قامت الجمعيات المحلية بدائرة تيمقاد بتنظيم محاضرات لتعزيز تنمية التراث الثقافي والأثري. وهكذا سيفتح متحف تيمقاد أبوابه مجدداً بعد إغلاق طويل بسبب النهب و ذلك بمجرد الإنتهاء من أعمال الترميم.
خبر سار بالنسبة للمنطقة، التي هي جزء من التراث العالمي لليونسكو، اذ سيتم إعطاءها نفسا جديد! اليوم تدعوكم ثقافات لمواصلة استكشاف هذا الكنز العظيم من ولاية باتنة، قصد حثكم على إعادة زيارته.
تيمقاد أو ثمو قادي (وهو ما يعني القمة) هي مدينة قديمة تقع في شمال شرق الجزائر في منطقة الأوراس. تأسست من قبل الإمبراطور الروماني تراجان في 100 م وتحتوي من بين أمور أخرى على معابد، حمامات، مسرح و منتدى، كلٌ يمتد على مساحة خمسين هكتارا.
يقع المنتدى في قلب المدينة، كان يحوي مختلف الأنشطة و شكل القلب السياسي والاجتماعي للمدينة. ضم أيضا محكمة الملك (المجلس المحلي للإمبراطورية الرومانية)، وزين بالعديد من التماثيل.
جنوب المنتدى، يمكننا العثور على المسرح الذي كانت له طاقة إستيعاب أكثر من 3500 شخص. هناك كانت تحتضن مختلف التظاهرات، فضلا عن الأعياد والإحتفالات التي أحيت مدينة تيمقاد.
نجد أيضا مكتبة، و هو بناء غير مألوف وسط المدن الرومانية، تم بناءها بفضل تبرع سخي. وهي عبارة عن غرفة كبيرة نصف دائرية مجهزة، تحوي أعمال تحصى بين 16000 و 28000. تقع في قلب المدينة، وموقعها يكشف عن أهميتها في تلك الحقبة.
النصب الأكثر مهيبة في تيمقاد هو قوس النصر، وهو اليوم على حاله الأصلية تقريبا. يقع قوس تراجان في المدخل الغربي و كان يسمح بفضل ارتفاعه الذي يبلغ ست أمتار، بمرور المركبات التي تركت أخاديد عميقة على الطريق.
كان هناك أيضا الحمامات الرومانية، والتي كانت أماكن أساسية للحياة اليومية. بالنسبة لسكان المدينة، تعتبر الحمامات كشيء لا غنى عنه، إحدى المرافق اللازمة على المدينة توفيرها للسكان، علامة وأداة حضارة و رفاهية. وفرة و تنوع المرافق الاستجمامية في تيمقاد كان يمكنها من أن تتنافس مدينة مثل أوستيا. لذا، حمامات تيمقاد تقدم صورة متميزة من الرخاء في افريقيا الرومانية وإندماجها في المجتمع الثقافي الذي شكل البحر الأبيض المتوسط في القديم
نختم بمقولة شهيرة منقوشة على إحدى ألواح منتدى تيمقاد، و التي تلخص تصميم الحياة الحضرية في ذلك الوقت.
« Venari, lavari, ludere, ridere, occ est vivere »
(إصطاد، إستحم، إلعب و أضحك، هذه هي الحياة)
إلى اللقاء في مقال جديد!
Ça fait plaisir! Merci pour les commentaires.